وأنشد أبو دلامة لامرئ القيس:
بعزهمُ عززتَ، وإن يذلوا ... فذلهم أنالكَ ما أنالا
فقوله: أنالك ما أنالا إشارة إلى أشياء كثيرة.
ومنه للمسيب:
فلأشكرنَّ غريبَ نعمته ... حتى أموتَ وفضله الفضلُ
أنتَ الشجاع إذا همُ نزلوا ... عند المضيقِ، وفعلكَ الفعلُ
وهو أن يصحب اللفظ والمعنى لفظ آخر ومعنى آخر يزري به، ولا يقوم حسن أحدهما بقباحة الآخر، فيكون كمدح بعضهم لعبد الله البجلي، حيث قال:
يقال: عبدُ اللهِ من بجيلة ... نعمَ الفتى، وبئست القبيلة
فقال عبد الله: ما مدح من هجي قومه.
ومن ذلك قول النابغة:
نظرتْ إليك بحاجةٍ لم تقضها ... نظرَ العليلِ إلى وجوه العودِ
هجن البيت بذكر العلة.
ومنه قول الآخر:
ما كان يعطي مثله من مثلها ... إلاّ كريمُ الخيم أو مجنونُ