لذة النساء بلذة الركوب للصيد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لما ذكرت الموت أتبعته بذكر الردى وهو الموت ليجانسه، ولما كان الجريح المنهزم لا يخلو من أن يكون عبوساً وعينه من أن تكون باكية قلت: ووجهك وضاح، وثغرك باسم، لأجمع بين الأضداد بالمعنى وإن لم يتسع اللفظ لجميعها، فأعجب سيف بقوله، ووصله بخمسين دينار من دنانير الصلات قيمتها خمسمائة دينار.

ومثل ذلك قول الفرزدق:

فإنك إن تهجو تميماً وترتشي ... سرابيل قيسٍ أو سحوق العمائم

كمهريق ماءٍ في الفلاة وغره ... سراب أذاعته رياحُ السمائم

وقال آخر:

فإني وتركي ندى الأكرمين ... وقدحي بكفي زنداً شحاحا

كتاركةٍ بيضها بالعراءِ، ... وملبسةٍ بيضَ أخرى جناحا

يجب أن يكون كل بيت من الأولين مع بيت من الآخرين.

ومن فساد الاستعارة قول أبي الشيص:

وللهوى جرسٌ ينفي الرقاد بهِ ... فكلما رمتُ نوماً حركَ الجرسا

وفساد التفسير مثل قوله:

فيأيها الحيران في ظلمة الدجى ... ومن خاف أن يلقاه بغي من العدى

تعال إليه تلقَ من نورِ وجهه ... دليلاً ومن كفيه بحراً من الندى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015