الفصل الرابع في أحكامه

الحكم الأول: إنّما جيء في الاستفهام بالأسماء والظروف؛ لضرب من الاختصار والإيجاز،

وقد ذكرنا ذلك في باب الشرط (?)، ألا ترى أنّك إذا قلّت: من عندك؟ استغنيت به عن تعداد أسماء الذين تظنّ أنّهم عنده؛ ليقع على اسم من عنده. وإذا قلت: متى جئت؟ استغنيت به عن تعداد الأوقات، وإذا قلت أين ذهبت؟ استغنيت به عن تعداد الأمكنة، فوقعت هذه الأسماء والظّروف موقع حرف الاستفهام، ولذلك بنيت.

الحكم الثاني: قد أدخلوا «أم» على أدوات الاستفهام ما عدا الهمزة،

كقوله تعالى: * أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ. * (?) وقوله: * أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * (?). وقول الشاعر:

فأصبح لا يدري أيقعد فيكم … على حسك الشّحناء أم أين يذهب (?)؟

وقال الآخر (?):

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته … إثر الأحبّة يوم البين مشكوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015