وهذا كثير في كلامهم، وأكثر ما رأيته جاء في الحديث (?).

وأمّا «أم»: فكذلك قد تقدّم الكلام عليها في باب العطف (?)، فإذا قلت:

سواء عليّ أقمت أم قعدت؟ كان محمولا على المعنى، إذ ليس في الجملة عائد، وإنّما تقدّر الجملتان تقدير مفردين مبتدأين، وسواء خبرهما.

وقال الفارسيّ: سواء مبتدأ والجملة بعده خبره (?).

وكذلك إذا قلت: ما يضرني أجئت أم ذهبت، وما أدري أقمت أم قعدت.

فيضرني بغير فاعل، وأدري بغير مفعول.

وأمّا هل: فإنها تفارق الهمزة بأنّك مع الهمزة تكون مثبتا أحد الأمرين في قولك: أزيد عندك؟ فقد هجس في نفسك أنّه عنده، فأردت أن تستثبته، ومع «هل» فلست مثبتا ولا نافيا، ولا أحد الأمرين أرجح عندك من الآخر، وقد ترد «هل» بمعنى «قد (?)» إذا جاءت من عالم بما سأل عنه، وكان بعدها فعل كقوله تعالى: * هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ... * (?)، وكقول الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015