يتعلق بهذا الباب ستة مباحث:
المبحث الأول في سبب وروده.
" الثاني في حكمه.
" الثالث في بيان من ورد عنه.
" الرابع في صيغته.
" الخامس في موضع ابتدائه وانتهائه.
" السادس في بيان أوجهه. المبحث الأول في سبب وروده
ذهب جمهور العلماء إلى أن سبب وروده أن الوحى تأخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون: زورا وكذبا. إن محمدا قد ودعه ربه وقلاه وأبغضه فنزل تكذيبا لهم، وردا لمفترياتهم قوله تعالى: " والضحى والليل إذا سجى " إلى آخر السورة، فلما فرغ جبريل من قراءة هذه السورة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " الله أكبر "؛ شكرا لله تعالى على ما أولاه من نزول الوحى عليه بعد انقطاعه، ومن الرد على إفك الكافرين ومزاعمهم، وفرحا وسرورا بالنعم التي عددها الله تعالى عليه في هذه السورة خصوصا هذا الوعد الكريم الذي تضمنه قوله تعالى: " ولسوف يعطيك ربك فترضى ".
ثم أمر - صلى الله عليه وسلم - أن يكبر إذا بلغ والضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى واستصحابا للشكر، وابتهاجا بختم القرآن العظيم. المبحث الثاني في حكمه
أجمع الذين ذهبوا إلى إثبات التكبير على أنه ليس بقرآن، وإنما هو ذكر ندب إليه الشارع عند ختم بعض سور القرآن كما ندب إلى التعوذ عند البدء بالقراءة، ونظرا للإجماع على أنه ليس بقرآن لم يكتب في مصحف ما من المصاحف العثمانية لا في المكي ولا في غيره.
وحكمه: أنه سنة ثابتة مأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سبق في المبحث الأول من سبب وروده؛ ولقول البزي قال لي الإمام الشافعى: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو الفتح فارس بن أحمد: إن التكبير سنة