شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، مجدد دعوة التوحيد في جزيرة العرب، حتى الآن المبتدعة يكفرونه، ويلقبون كل من اتبع السنن أنه وهابي: إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي أحد طلاب العلم النابلين أصيب بمرض فذهب إلى تركيا للعلاج، وكان بجوار المستشفى مسجد، فكان ينزل يصلي فيه ويقعد قليلاً، فإذا به يفاجأ بأن إمام المسجد يعلم الناس العقيدة الماتريدية لأن أغلب الأتراك أحناف- وهذا الإمام يسب محمد بن عبد الوهاب ويحذرهم منه، بقوله: هذا الرجل الذي حارب الإسلام، والذي هو قرن للشيطان، والذي عناه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عندما قال: (من نجد يطلع قرن الشيطان) ونجد تابعة للسعودية، ونجد التي عناها النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث هي نجد العراق، لكنه قلب نجد العراق إلى السعودية، ثم قال لهم: وهذه بشارة من الرسول عليه الصلاة والسلام؛ من أن قرن الشيطان يطلع من نجد، وما هو إلا محمد بن عبد الوهاب الذي غير الدين.
ولم يزل يتكلم على محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كل مرة هكذا، فأضمر طالب العلم الذكي في نفسه شيئاً، أتى إلى الشيخ، وقال له: أنا زهقت من محمد بن عبد الوهاب وكلامك الحقيقة أنه مدهش، فأنا عندي كتاب وخفت أن تكون فيه بعض البدع، وأريد أن تنصحنا، هذا الكتاب كان كتاب التوحيد لـ محمد بن عبد الوهاب، فهذا الطالب الذكي قطع الغلاف والعنوان وأعطى الكتاب لهذا الشيخ، هو جاهل لا يقرأ ولا يعرف شيئاً، وإنما عنده عداوة متوارثة لأولياء الله، وقال له: اقرأه ثم أرجعه لي، أعطاه الكتاب وبعد ثلاثة أيام جاءه وقال له: يا مولانا! ما هي أخبار الكتاب؟ قال له: لم أجد شيئاً يخالفه، هو عبارة عن آيات قرآنية وأحاديث وما يستفاد من الحديث.
قال له: هل تنصحني بقراءته؟ قال له: نعم.
قال: يا مولاي! هذا كتاب التوحيد لـ محمد بن عبد الوهاب الذي تحذر منه منذُ شهر.
فبهت الرجل! أول مرة يقف على كتاب محمد بن عبد الوهاب، اندهش الرجل وقال له: لا أدعك.
أنا الآن عندك في مرتبة المتعلم، علمني، فأخذه إلى هناك وعلمه.
أغلب الناس يهاجمون العناوين ولا يعرفون المضامين، وكله كذب، فإن أغلب العداوات التي تقع للعلماء الربانيي، بسبب الأشلاء المشوهة التي تصير عنهم، وهذا هو ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.