التشريق لأنفسهم وهو لا يكون إلا لله، فهو قد وضع نفسه موضع من يرى أن الحدود التي رسمها الله ليتقرب بها العباد إليه إما ناقصة فيشرع ما يتمها وإما أن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد قصر في إبلاغها، قال ابن الماجشون: سمعت مالكا يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خان الرسالة، لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا (?) .

وعن الزبير بن بكار قال (?) «سمعت مالك بن أنس، وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر قال: لا تفعل، فإني أخشى عليك الفتنة، فقال: وأي فتنة في هذا؟ إنما هي أميال أزيدها. قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015