مطَالب الدِّينَا وَلَا يدنو لأربابها بل يكْتَفى مِنْهَا بِمَا يصل إِلَيْهِ من أَمْوَال لَهُ ورثهَا عَن أَبِيه وَقد يَنُوب في الْأَعْمَال الشَّرْعِيَّة إِذا عوّل عَلَيْهِ من يألف بِهِ من الْقُضَاة فيفصلها على أحسن أسلوب مَعَ عفة ونزاهة وَهُوَ أجل من كثير من قُضَاة الْعَصْر بل يصغر عَن عَظِيم قدره الْقَضَاء
وتحريراته في القضايا الشَّرْعِيَّة مَقْبُولَة عِنْد الْخَاص وَالْعَام مرضية عِنْد الصَّغِير وَالْكَبِير يقنع بهَا الْمَحْكُوم عَلَيْهِ كَمَا يقنع بهَا الْمَحْكُوم لَهُ وبيني وَبَينه مَوَدَّة أكيدة ومحبة قَوِيَّة وَهُوَ لَا يمل جليسه وَلَا يستوحش أنيسه لما جبل عَلَيْهِ من لطف الطَّبْع وَكَمَال الظّرْف وَقد اسْتمرّ الِاتِّصَال بيني وَبَينه زِيَادَة على خمس عشرَة سنة قلّ أَن يمضي يَوْم من الْأَيَّام لَا نَجْتَمِع فِيهِ ويجري بَيْننَا مطارحات أدبية فِي كثير من الْأَوْقَات ومراجعات علمية فى عدَّة مسَائِل مِنْهَا مَا هُوَ منظوم وَمِنْهَا مَا هُوَ منثور
فَمن ذَلِك هَذَا السُّؤَال الذي اشْتَمَل على نظم ونثر يَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب كتبه إِلَى في أَيَّام سَابِقَة وَلَفظه
حرس الله سَمَاء المفاخر بجماية بدرها الزاهى الزَّاهِر وأتحف روضها النَّاظر بكلاية غيثها الهامي الهامر وَأهْدى إِلَيْهِ تَحِيَّة عطرة وبركة خضرَة نَضرة
مَا مسحت أَقْلَام الكتبة مفارق المحابر ورتعت أنظار الطّلبَة في حدائق الدفاتر صدرت هَذِه الأبيات في غَايَة الْقُصُور أقيلوا عثارها إن كَانَ لكم عَلَيْهَا عثور تستمنح مِنْكُم الفرائد وتستمد مِنْكُم الْفَوَائِد أوجب تحريرها أَنه ذكر عِنْد بعض الأماثل جمَاعَة المتصوفة فَأثْنى عَلَيْهِم وَأَطْنَبَ وأطرى وأطرب واستشهدني فَقلت بِمُوجب قَوْله
مستثنياً مِنْهُم الحلاج وَابْن عَرَبِيّ وَمن يساويهما فأصر واستكبر وأبدا قولاً يستنكر فَجرى بَيْننَا خلاف مفرط فاحكم بَيْننَا بِالْحَقِّ وَلَا تشطط