(وعلى أتباعهم الذين ورثوا علمهم، والعلماء ورثة الأنبياء وأكْرِم بهم وارثا وموروثا)
الأتباع: جمع تابع، وفاعل تُجمع على أفعال كما صرّح بذلك الزمخشري في قوله تعالى: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} (?) قال: "جمع بَرّ أو بَارّ" (?)، وكذا في قوله: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (?)، والجوهري (?) أنكر أن يُجمع فاعل على أفعال، وقال: "إن الأصحاب جع صِحب بالكسر تخفيف صاحب، كنِمر وأنمار"، ولكنه لا يكون حُجة على الزمخشري، فإن الزمخشري صرَّح بأن "الصِّحاح" مشحونٌ بالخطأ.
ووراثة الأتباع لعلم الآل والأصحاب لأنهم الذين نقلوه عنهم وتلقوه حتى صار كأنه ميراث.
وقوله: "والعلماء ورثة الأنبياء"، اقتباسٌ من الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العلماء ورثة الأنبياء" (?) رواه أبو الدرداء، أخرجه عنه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان، وضعفه الدارقطني في "العلل"، وهو مضطرب الإِسناد قاله المنذري (?)، وقد ذكره البخاري في صحيحه بغير إسناد (?).
و"أكرِم" فعل تعجب، و "بهم" إما فاعل والباء زائدة عند سيبويه أو مفعول به عند الأخفش (?)، وفي "أكْرِم" ضمير الفاعل، "ووارثا" (أ) "وموروثا" من باب اللف والنشر، "وارثا" عائد إلى العلماء و "الموروث" إلى الأنبياء.