أحدٌ من الخلق، وتمنّى الصديق رضي الله عنه مع علوّ رتبته أن يشرف عليها، فعنه: ليتني شهدتُ ما استغفر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعن أبي سعيد الخراز (?): شيء لا يجده إلا الأنبياء وأكابر الأولياء؛ لصفاء الأسرار، وهو كالغيم الرقيق الذي لا يدوم. وذكر الوجه الذي ذكره الغزالي في الاستغفار، قال السبكي (?): وهذا ما كان يستحسِنُه والدي رحمه الله تعالى ويقرره. انتهى مختصرًا منه بعض الوجوه التي قد تقدمت.

1314 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي". أخرجه النسائي وابن ماجه، وصححه الحاكم (?).

قوله: "العافية في ديني". فالمراد بها السلامة من كل ما ينقص الدين، وكذلك الدنيا، وأما عافية الأهل فبالسلامة من عوارض البدن، والمال كذلك السلامة مما ينقصه ويعوقه، وهو مجاز فيما عدا البدن.

وقوله: "اللهم استر عوراتي". جمع عورة، وهو كل ما يُستحيا منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015