شكرها. ومن ثم قال المحاسبي (?): خوف المقربين خوف إجلال وإعظام. وقال السهروردي (?): لا يعتقد أن الغين في نفسه نقص، بل هو كمال أو تتمة كمال. ثم (أ) مثَّل ذلك بجفن العين يُسبِل دمعها، ليدفع القذى عن العين مثلًا؛ فإنه يمنع العين من الرؤية، فهو من هذه الحيثية نقص، وفي الحقيقة هو كمال. هذا محصل كلامه، قال: فهكذا بصيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - متعرضة للأغْيرة الثائرة من أنفاس الأغيار، فدعت الحاجة إلى [الستر] (ب) على حدقة بصيرته؛ صيانةً لها ووقايةً عن ذلك. انتهى. والله سبحانه أعلم.
وذكر السبكي في "الطبقات" (?) في ترجمة الرافعي في حديث الغين، وأنه أنكره أبو نصر السراج صاحب كتاب "اللُّمَع" في التصوف، ورد عليه بأن الحديث صحيح، وروي عن شعبة أنه قال: سألت الأصمعي عن الحديث فقال: لو غان عن غير قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - لفَسَّرتُه، وأما قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا أدري. فكان شعبة [يتعجَّب] (جـ) منه.
وعن الجنيد (?): لولا أنه حال النبي - صلى الله عليه وسلم - لتكلمت فيه، ولا يتكلم على حاله (د) إلا من كان مشرفًا عليها، وجلَّتْ حاله أن يشرف على [نهايتها] (هـ)