وفي رواية أنس (?): "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة". وهو يحتمل أنه يريد العدد المعين، وأن يريد المبالغة والأكثر، وقد جاء في طريق أخرى من حديث أبي هريرة (?): "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة". وأخرج النسائي (?) عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع الناس فقال: "يأيها الناس، توبوا إلى الله؛ فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة". وله من حديث الأغر المزني رفعه مثله (?)، وهو عنده وعند مسلم (?): "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة". وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معصوم من تلبُّسه بالمعصية، وأُجيب عن ذلك بأجوبةٍ؛ منها قول ابن الجوزي (?): إن الهفوات البشرية لا يسلم منها أحد، والأنبياء وإن عصموا من الكبائر فلم يعصَموا من الصغائر. ومنها قول ابن بطال (?): إن الأنبياء وإن كانوا أشدَّ الناس اجتهادًا في العبادة؛ لما أعطاهم الله من المعرفة، فهم دائبون في شكره، معترفون له بالتقصير. انتهى. يعني أن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب له تعالى.

ويحتمل أن يكون لاشتغاله بأمر نفسه؛ من أكل، وشراب، ونوم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015