بِربكم} (?). فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية، وبالوعد ما قال على لسان نبيه؛ أن من مات لا يشرك بالله شيئًا وأدَّى ما افترض عليه أن يدخله الجنة.

واستدرك المصنف (?) على قوله: وأدى ما افترض عليه. أنه زيادة ليست بشرط في هذا المقام؛ لأنه جعل العهد الميثاق المأخوذ وهو على التوحيد خاصة، فالوعد هو إدخال الجنة من مات على ذلك. قال (?): وقوله: "ما استطعت". إعلام لأمته أن أحدًا لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله تعالى، ولا الوفاء بكمال الطاعة والشكر على النعم، فرفقَ الله بعباده ولم يُكلفهم إلّا وسعهم.

وقوله: "أبوء لك بنعمتك عليّ". سقط لفظ "لك" من رواية النسائي. و"أبوء": بالموحدة والهمز ممدود، ومعناه: أعترف. وأصله البوء. ومعناه اللزوم، ومنه: بوأه الله منزلًا. أي أسكنه. فكأنه ألزمه به.

وقوله: "وأبوء لك بذنبي". أي أعترف أيضًا، وقيل معناه: أحمله برغمي لا أستطيع صرفه عني. والمراد بالذنب هو وقوع الذنب مطلقًا، [لا أنه] (أ) الذنب الذي وقع بسبب التقصير في الشكر.

وقوله: "فأغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". يؤخذ منه أن من اعترف بذنبه غفر له. وهذا الاستغفار فيه من بديع المعاني، وحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015