أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره، ولا يسأم من تكريره، فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل حرم حظًّا عظيمًا، وكذا الثناء على الله سبحانه وتعالى عند ذكر اسمه وكتابته، ولا يقتصر في كتابتها بلفظ "صلم" بدلًا عن إكمالها، ولا لفظ الصلاة من دون السلام، وقد روي في ذلك أحاديث من طرق متعددة لا يصح منها شيء، وروي موقوفًا من كلام جعفر الصادق: من صلى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتاب، صلَّت عليه الملائكة غدوة ورواحا ما دام اسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب (?). ورئي لأصحاب الحديث بسبب ذلك منامات صالحة؛ لأحمد بن حنبل ولأبي زرعة وللشافعي رحمهم الله تعالى.
واعلم أن العلماء اختلفوا في معنى صلاة الله تعالى على نبيه؛ فقال أبو العالية (?): هي بمعنى ثنائه عليه عند ملائكته، ومعنى صلاة الملائكة عليه الدعاء له بحصول الثناء والتعظيم.
وعند ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: فإن صلاة الله تعالى مغفرة، وصلاة الملائكة الاستغفار. وعن ابن عباس (?) أن معنى صلاة الملائكة الدعاء بالبركة. ونقل الترمذي (?) عن سفيان الثوري وغير واحد قالوا: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار. وقال الضحاك بن