ورد أيضًا في حديث القبر المعذب صاحبه ما أخرجه أحمد وغيره (?) بسند صحيح عن أبي [بكرة] (أ) رضي الله عنه، قال: بينا أنا أماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيدي ورجل عن [يساره] (ب)، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبيرة -وبكى- فأيُّكم يأتيني بجريدة؟ ". فاستبقنا فسبقته، فأتيته بجريدة فكسرها نصفين، فألقى على هذا القبر قطعة وألقى على ذا القبر قطعة، قال: "إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعذبان إلا في الغيبة والبول". وأخرج أحمد (?) بسند رواته ثقات إلا عاصمًا (?) أحد القراء السبعة قَبِلَه جماعة، ورده آخرون، وحديثه حسن، أنه - صلى الله عليه وسلم - أتى على قبر يعذب صاحبه، فقال: "إن هذا كان يأكل لحوم الناس". وأخرج ابن جرير (?) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيع الغرقد، فوقع على قبرين ثريين، فقال: "أدفنتم فلانًا وفلانة؟ " -أو قال: "فلانًا وفلانا"- قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "لقد أقعد فلان الآن فضرب". ثم قال: "والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو إلا انقطع، ولقد تطاير قبره نارًا، ولقد صرخ صرخةً سمعها