جبلي. وقال غيره: وقع النهي عما كان من قبيل ما يكتسب فيدفعه بالرياضة. وقيل هو نهي عما ينشأ عنه الغضب، وهو الكبر؛ لكونه يقع عند مخالفة أمر يريده فيحمله الكبر على الغضب، فالذي يتواضع حتى تذهب عنه عزة النفس يسلم من شر الغضب. وقيل: معناه: لا تفعل ما يأمرك به الغضب. وإنما اقتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذه الخصلة، قال بعضهم: لعل السائل كان غضوبًا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر كل أحد بما هو أولى به. وقال ابن التين (?): جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "لا تغضب". خير الدنيا والآخرة؛ لأن الغضب يئول إلى التقاطع ومنع الرفق، ويئول إلى أن يؤذي الذي غضب عليه بما لا يجوز، فيكون نقصًا في دينه. انتهى. ويحتمل أن يكون من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى، لأن الغضب ينشأ عن النفس والشيطان، فمن جاهدهما حتى يغلبهما مع ما في ذلك من شدة المعالجة، كان لقهر نفسه عن غير ذلك بالأولى. وقد تقدم (?) قريبًا كلام حسن يتعلق بالغضب.

1256 - وعن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة". أخرجه البخاري (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015