محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا حتى يدخله جهنم". أخرجه الحاكم (?) وصححه، لكن فيه من وثقه ابن معين في رواية، ووهاه في غيرها (?). وأخرجه أحمد (?)، وأخرج الحاكم (?) وصححه، عن ابن عباسٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعمل رجلًا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين". وفي إسناده واهٍ، إلا أن ابن نمير وثقه، وحَسَّن له الترمذي غير ما حديث. قال الحافظ المنذري (?) بعد أن ذكر ذلك: وصحح له الحاكم، ولا يضر في المتابعات.

ويؤخذ منه أن عزل الصالح وتولية مَن هو دونه يكون من الغِش.

وقوله: "إلا حرم الله عليه الجنة". خبر "عبد" المجرور لفظًا بـ "من" الزائدة واقع بعد "إلا" لقصد الحصر، أي: هو مقصور بالاتصاف بتحريم الجنة عليه.

والحديث يدل على أن الغش محرم وهو من الكبائر التي ورد الوعيد عليها بعينها؛ فإن تحريم الجنة نص الله تعالى عليه في كتابه أن الله حرمها على الكافرين، فهذا الذي اتصف بهذه الصفة إذا كان محرمًا عليه الجنة اقتضى أنه من أهل النار الخالدين فيها، فأما على قاعدة العدلية (?) من تخليد صاحب الكبيرة فلا إشكال عليه، بل يكون الحديث من حججهم، وأما على قاعدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015