معقل بن يسار، بتحتانية ثم سين مهملة خفيفة هو المزني الصحابي المشهور، توفي فيما ذكره البخاري (?) في "الأوسط" بالبصرة فيما بين الستين إلى السبعين، وذلك في خلافة يزيد بن معاوية، وكان عبيد الله بن زياد أميرًا على البصرة في أيام معاوية وولدِه يزيد.
قوله: "ما من عبد". "من" زائدة لتأكيد معنى النفي، أي: ما عبد.
وقوله: "يسترعيه الله تعالى رعية". أي: طلب منه أن يكون راعيًا، والراعي هو القائم بمصالح ما ورعاه، وفي ننسخة الصَّاغاني (?) للبخاري بلفظ: "استرعاه الله".
وقوله: "يموت يوم يموت". يعني: يدركه الموت وهو يتصف بالغِش غير تائب منه.
وقوله: "وهو غاش لرعيته". الغش ضد النصح، وهو معنى قوله في الرواية الثانية: "فلم يحطها بنصيحة". وكأنه لا واسطة بين الغش وعدم النصح، ويتحقق الغش بظلمه لهم بأخذ أموالهم، أو سفك دمائهم، أو انتهاك أعراضهم، أو حبس ما يستحقونه من مال الله سبحانه المعدود للمصارف، أو ترك تعريفهم ما يجب عليهم في أمر دينهم أو دنياهم، أو بإهمال الحدود فيهم، أو عدم ردع المفسدين منهم، أو ترك حمايتهم من عدوهم، أو تولية من يحابيه لا لغرض إصلاحهم، أو تولية مَن غيره أولى بالقيام بحقوقهم.
وقد جاء في هذين الأخيرين تحذير خاص؛ ما رواه أبو بكر رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمَّر عليهم أحدًا