وبعضها يتقوى ببعض. وأخرجه أحمد، والبيهقي (?)، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أحد التابعين من قوله، وأخرجه تمام في "فوائده" (?) عن ابن عباسٍ مرفوعًا بلفظ: "من حسن ظنه في الناس كثرت ندامته".
ونظمه بعضهم فقال (?):
لا يكن ظنك إلا سيئًا ... إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الأنفس في مكروهها ... أسفًا أقوى من الظن الحسن
ولكنه محمول على الظن بأهل الشر والفجور، والأول على من لم يظهر منه شر وكان ظاهر حاله السلامة، وقد روت عائشة رضي الله عنها (?): من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه؛ لأن الله تعالى يقول: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ} (?).
وروي عن علي رضي الله عنه، أنه إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجلٌ الظن برجل لم يظهر منه خَرَبة (?) فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله، وأحسن رجل الظن برجل، فقد غرر.
قال جار الله الزمخشري (?) رحمه الله تعالى: الظن ينقسم إلى واجبٍ، ومندوب، وحرام، ومباح؛ فالواجب حسن الظن بالله، والحرام سوء الظن