لوقت المباشرةِ وهو الليل بخلاف القادم في الليل، وكذلك ما يُخشَى منه مِن العثور على ما لا يرضاه مِن وجود أجنبيٍّ هو في الأغلب يكون في الليل. وقد أخرج ابن خزيمة (?) عن ابن عمر رضي الله عنه قال: نَهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُطرق النِّساء ليلًا، فطرق رجلان كلاهما فوجد مع امرأته ما يكره. وأخرج (?) مِن حديث ابن عباس نحوه وقال فيه: فكلاهما وجد مع امرأته رجلًا. ووقع في حديث محارب عن جابر أن عبد الله بن رواحة أتى امرأته ليلًا وعندها امرأة تمشِّطها، فظنها رجلًا فأشار إليها بالسيف، فلما ذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى أن يَطرقَ الرجلُ (أ) أهلَه ليلًا. أخرجه أبو عوانة (?) في "صحيحه".

ويؤخذ مِن الحديث الإغْضَاءُ عن تتبُّع عثرات الأهل ومحبة الستر مهما أمْكَن قبل أن يطلع على ما لا (أ) يرضاه الشرع، والحث على التَّواد والتَّحاب خصوصًا بين الزوجين مع اطلاع كل منهما على ما جرت العادةُ بستره، حتى إن كل واحد منهما لا يخفى عنه من عيوب الآخر شيء في (ب) الغالب، ومع ذلك فنهى عن الطروق لئلَّا يطَّلِعَ على ما يُنفِّر نفسه عنه، فيكون مراعاة ذلك في غير الزوجين بطريق الأوْلَى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015