502 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: "هل عندكم شِيء؟ " قلنا: لا، قال "فإِني إِذًا صائم" ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: أُهْدِيَ لنا حيس، فقال: "أرينيه، فلقد أصبحت صائمًا"، فأكل. رواه مسلم (?).

هذه إحدى روايتي مسلم، والرواية الأخرى (?): قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: "يا عائشة، هل عندكم شيء؟ قالتْ: قلت: يا رسول الله ما عندنا شيء، قال: فإني صائم، قالت: فخرج النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأهديت لنا هدية، أو جاءنا زور، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله، أهديت لنا، أو جاءنا زور، وقد خبأت لكَ شيئًا، قال: ما هو؟ قلت: حيس، قال: هاتيه، فجئتُ به فأكل ثم قال: قد كنتُ أصبحت صائمًا".

قال القاضي وغيره، الروايتان حديث واحد (?).

وفيه دلالة على مذهب الجمهور أن صوم التطوع لا يشترط فيه التبييت، وتأوله مشترط التبييت بأنه قد كان نوى الصوم من الليل، وإنما أراد الفِطْر لما ضعف عن الصوم، وهو محتمل لا سيما على رواية: "فلَقَدْ أصبحتُ صائمًا".

وفي الحديث أيضًا دلالة على أن المتطوع أمير نفسه وأن له أن يُفْطِرَ في أي جزء من أجزاء النهار، ولا يجب عليه القضاء، وقد قال بهذا جماعة من الصحابة وأحمد وإسحاق وغيرهم، ولكنهم متفقون على استحباب إتمامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015