الحسين بن محمد المغربي

قبل أن ندخل في ترجمة الإمام القاضي الحسين بن محمد المغربي يحسن بنا أن نقف على صورة موجزة عن الحياة السياسية والعلمية ولا ريب أن الحالة السياسية وما يصاحبها من أمن واستقرار ورغد عيش يؤثر على الحالة الاجتماعية والعلمية في نفوس النَّاس فتستقر نفوس الناس ويهدأ بالهم وينصرف تفكيرهم إلى العمل والتحصيل وغير ذلك، وإذا كانت الحالةُ السياسية سيئة انعدم الأمن والاستقرار وأصبح النَّاس يخافون على أنفسهم وأموالهم، والعلم له ارتباط وثيق بهذا، فإذا كان الأمن موجودًا ساعد على نشر العلم وعلى الانتقال من مكان إلى آخر للتحصيل والدرس على المشايخ وغير ذلك.

والعصر السياسي الذي عاش فيه الإمام المغربي من أسوأ الفترات التي عاشتها اليمن داخليًّا حيث كانت النزاعات مستعرة بين الأئمة، وخارجيًّا حيث كانت الحروب دائرة بين الأئمة من جهة والأتراك من جهة أخرى، على أن هذه الحالة السياسية العصيبة ما كانت لتظهر فجأة، بل كانت امتدادًا لأحداث سبقتها، ويقول أحمد حسين شرف الدين (?): إن الحكم الإمامي قد تمكن فعلًا من تثبيت أقدامه بصنعاء وتدعيم كيانه فيها خلال الشطر الأول من حكم الإمام شرف الدين وولده المطهر لولا ما مُنِىَ به من الغزو الخارجي من جراكسة وأتراك، ذلك الغزو الذي أخرج الإمام شرف الدين وابنه من صنعاء وجعلهما يتقهقران عنها ويلجآن إلى رؤوس الجبال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015