عَلَى وِطَاءٍ، وَلَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ بِطَعَامِهِ إِذَا كَانَ صَائِمًا، وَلَا يَخْدِمُهُ فِي وُضُوئِهِ وَغُسْلِهِ، بَلْ يَتَوَلَّى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ لِنَفْسِهِ،، وَعَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لَا يُؤْذِيَ أَحَدًا مِمَّنْ آذَاهُ، وَأَنْ يَصْفَحَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: مَا عَاقَبْتُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ.
وَفِيهَا تَوَلَّى الْمَلِكُ أَلْبُ أَرْسَلَانَ بْنُ دَاوُدَ جَغْرِيبَكَ بْنِ مِيكَائِيلَ بْنِ سَلْجُوقَ بِلَادَ خُرَاسَانَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ بِتَقْرِيرِ عَمِّهِ طُغْرُلْبَكَ وَكَانَ لَهُ مِنَ الْإِخْوَةِ ثَلَاثَةٌ: سُلَيْمَانُ وَقَارُوتُبَكُ وَيَاقُوتِيٌّ، فَتَزَوَّجَ طُغْرُلْبَكَ بِأُمِّ سُلَيْمَانَ هَذَا، وَأَوْصَى لَهُ بِالْمُلْكِ مِنْ بَعْدِهِ.
وَكَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِمَكَّةَ رُخْصٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، بِيعَ الْبُرُّ وَالتَّمْرُ كُلُّ مِائَتَيْ رِطْلٍ بِدِينَارٍ.
وَلَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:
أَرْسَلَانُ أَبُو الْحَارِسِ الْبَسَاسِيرِيُّ التُّرْكِيُّ
كَانَ مِنْ مَمَالِيكِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بْنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ أَوَّلًا مَمْلُوكًا لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةِ بَسَا، فَنُسِبَ إِلَيْهِ، فَقِيلَ