وَلَكِنْ بِهَذَاكِ الْيَفَاعِ فَأَوْقِدِي
بِجَزْلٍ إِذَا أَوْقَدْتِ لَا بِضِرَامِ
قَالَ: ثُمَّ كَشَفَ السُّتُورَ وَقَدَّمَ الطَّعَامَ، وَدَعَا النَّاسَ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا فَقَالَتْ: مَا أَتْمَمْتَ لِي مَا قُلْتَ فَأَجَابَهَا: فَإِنِّي لَا تُطَاوِعُنِي نَفْسِي وَنَفْسِي أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يُثْنَى عَلَيَّ هَذَا وَقَدْ سَبَقَ لِيَ السَّخَاءُ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
أُمَارِسُ نَفْسَ الْجُودِ حَتَّى أُعِزُّهَا ... وَأَتْرُكُ نَفْسَ الْبُخْلِ مَا أَسْتَشِيرُهَا
وَلَا تَشْتَكِينِي جَارَتِي غَيْرَ أَنَّهَا ... إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلُهَا لَا أَزُورُهَا
سَيَبْلُغُهَا خَيْرِي وَيَرْجِعُ بَعْلُهَا ... إِلَيْهَا وَلَمْ تُقْصَرْ عَلَيْهَا سُتُورُهَا
وَمِنْ شِعْرِ حَاتِمٍ
إِذَا مَا بِتُّ أَشْرَبُ فَوْقَ رِيِّي ... لِسُكْرٍ فِي الشَّرَابِ فَلَا رَوِيتُ
إِذَا مَا بِتُّ أَخْتِلُ عِرْسَ جَارِي ... لِيُخْفِيَنِي الظَّلَامُ فَلَا خَفِيتُ
أَأَفْضَحُ جَارَتِي وَأَخُونُ جَارِي ... فَلَا وَاللَّهِ أَفْعَلُ مَا حَيِيتُ