وَكَانَ شَيْخًا حَسَنًا بَهِيًّا، مُوَاظِبًا عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ تُوُفِّيَ الدِّهِسْتَانِيُّ الْمَذْكُورُ، أَوْ قَبْلَهُ بِلَيْلَةٍ. رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الصَّائِغُ اللُّغَوِيُّ، هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سِبَاعِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ الْأَصْلِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى دِمَشْقَ، وُلِدَ تَقْرِيبًا سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِمِصْرَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَكَانَ أَدِيبًا فَاضِلًا بَارِعًا فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ، وَعِلْمِ الْعَرُوضِ، وَالْبَدِيعِ، وَالنَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، وَقَدِ اخْتَصَرَ " صِحَاحَ الْجَوْهَرِيِّ "، وَشَرَحَ " مَقْصُورَةَ ابْنِ دُرَيْدٍ "، وَلَهُ قَصِيدَةٌ تَائِيَّةٌ تَشْتَمِلُ عَلَى أَلْفَيْ بَيْتٍ فَأَكْثَرَ، ذَكَرَ فِيهَا الْعُلُومَ وَالصَّنَائِعَ، وَكَانَ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ، لَطِيفَ الْمُحَاوِرَةِ وَالْمُحَاضِرَةِ، وَكَانَ يَسْكُنُ بَيْنَ دَرْبِ الْحَبَّالِينَ وَالْفَرَاشِ عِنْدَ بُسْتَانِ الْقِطِّ. تُوُفِّيَ بِدَارِهِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ثَالِثِ شَعْبَانَ، وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيرِ.