صغيراً والواقف سائراً وهذا من رأى المعاندين والمموّهين إذ لا توجد هذه التغيرات في غير حاسّة البصر وذلك للعلل العارضة من بُعد المسافة وتكاثف الهواء فيقع الغلط من جهة الكيفية والكمية لأن الحاسّة لا تضبط الهئاة إذا بُعدت فأمّا الاينية فلا يقع فيها غلط ما لم يفرط بُعدها فلا تحصر شخصها الحاسّة وأما سائر الحواسّ التي فعلها بالمضامّة والمباشرة فلا يقع فيها اختلاف ما صحّت وسلمت وأهون ما يقابل به صاحب الرأي إنكار الحواسّ نفسها عروضّا لإنكار فعل الحواسّ وما أعلم أنا عقلاً [1] يشتغل بردّ هذا الرأي وإنكاره ولظهور فساده وفُحش خطابه
أقول أنّ الأشياء كلّها في العقول على ثلاثة أضرُب واجبٌ وسالبٌ ومُمكن فالواجب في العقل بنفس العقل واستدلاله كعلمنا بأن البناء يقتضي بانياً والكتابة يقتضي كاتبا ولا بدّ لكلّ صنعةٍ من صانع وأن الواحد والواحد اثنان وأن الشيخ كان شباباً والصغير كان رضيعا وما أشبه ذلك والسالب الممتنع المستحيل في العقل بنفس العقل واستدلاله