عقولهم وأذهانهم وقيل ظن الرجل قطعة من عقله فكل هذا على التمثيل والاستعارة ولا يختلف قول القدماء في أن العقل الهيولاني أصفى جوهر النفس وحسّه فوق حسّ النفس ورتبته على رتب الجواهر ودون رتبة البارئ جل جلاله وهو أقرب الأشياء منه المسلمون لا يعلمون من العقل إلا ما هو مركب في الإنسان خاصّةً دون سائر الحيوان في العالم السُفلي فأما ما يحكى عن غيرهم فموقوف على الجواز ما لم يردّه العقل أو كتاب الشريعة وقد ذهب قوم أن حجّة الطبع فيما يوجبه ويسلبه أولى من حجّة العقل وادعوا ذلك من جهة اشتياق إلى ما وافقه ويلائمه وإنقباضه عمّا يعافه وينافره وان الله عزّ وجلّ خلقه إذ خلقه كذلك ولا يجوز ان يخلق شيئاً عبثاً أو لغير حكمة وفائدة والعقل مستحسن وهو يستحسن الشيء ثم يستقبحه ويستصوبه ثمّ يستحطئه والطبع لا يستحلى مُراً ولا يستمر حلواً ولا يجد الشيء عن خلاف ما هو به فأجابهم مخالفوهم أن الطباع لا تعرف إلا ما يحسّ وتباشر وقد تغيرها العادات والعوارض عن أصل جبلّتها فتميل في بعض الأوقات إلى ما كانت تنفر عنه وينفر عمّا كانت تميل إليه وليس من قوّتها التمييز بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015