فكيف أكون إذا ما قصدت ... لأكل الطعام وشرب المدام
"
236 - قلت: وممن شهر بالبخل من المتقدمين أبو الأسود الدؤلي، فأخبرني أبو الحسن أَحْمَد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد الدمشقي بها، أخبرني جدي أبو بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان السلمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر السامري، حَدَّثَنَا يموت بْن المزرع، حَدَّثَنَا عيسى، حَدَّثَنَا أبو زيد الأنصاري، قَالَ: " وقف أعرابي بأبي الأسود الدؤلي، وهو على دكان له على باب داره يأكل تمرا، فقال له: أصلحك اللَّه، شيخ هم، غابر ماضين، ووافد محتاجين، أكله الدهر، وأذله الفقر.
فناوله أبو الأسود تمرة، فرمى بها الأعرابي في وجهه، ثم قَالَ له: جعلها اللَّه حظك من حظك عنده، وألجأك إلى كما ألجأني إليك، ليبلوك بي كما بلاني بك "
237 - أخبرنا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد الآدمي القارئ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبيد بْن ناصح، حَدَّثَنَا الأصمعي، حَدَّثَنَا ابن أبي طرفة، قَالَ: " بينما أبو الأسود الدؤلي يأكل رطبا، إذ مر بي أعرابي فدعاه، فأقبل يأكل أكلا حيره، وكان أبو الأسود يشفق على طعامه، إلى أن سقطت من يده رطبة، فأخذها الأعرابي، ونفخها، ثم ألقاها في فيه، وقال: لا أدعك للشيطان.
فقال أبو الأسود: لا واللَّه، ولا لجبريل ولا لميكائيل ولو نزلا "