وحدثني صاحب مسلحة باب الكرخ، قال:
قال لي صاحب الحمّام ألّا أعجّبك من صالح بن عفان؟ كان يجيء كل سحر، فيدخل الحمّام، فإذا غبت عن إجّانة النورة «1» ، مسح عانته وأرفاغه «2» ، ثم يتستر بالمئزر ثم يقوم فيغسله في غمار الناس «3» . ثم يجيء بعد في مثل تلك الساعة، فيطلي ساقيه وبعض فخذيه، ثم يجلس ويتزر بالمئزر، فإذا وجد غفلة غسله. ثم يعود في مثل ذلك الوقت، فيمسح قطعة أخرى من جسده. فلا يزال يطلّي في كل سحر حتى ذهب مني بطلية.
وكان لا يرى الطبخ في القدور الشامية، ولا تبريد الماء في الجرار المذارية «4» . لأن هذه ترشح، وتلك تنشف.
حدثني أبو الجهجاه النوشرواني قال:
حدثني أبو الأحوص الشاعر قال: كنا نفطر عند الباسياني، فكان يرفع يديه قبلنا، ويستلقي على فراشه ويقول: إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.
وهذا خالد بن يزيد مولى المهالبة «5» ، هو خالويه المكدّي «6» ، وكان