طبّق الغيث الأرض بالكلأ والماء فعند ذلك يقول المصرم «1» والمقتر:
«مرعي ولا أكولة» ، وعشب ولا بعير، وكلأ تبجع له كبد المصرم» .
ولذلك قال شاعرهم:
وجنّبت الجيوش أبا زينب ... وجاد على مسارحك السحاب
وإذا نظرت في أشعارهم علمت أنهم قد أكلوا الطيّب وعرفوه، لأنّ الناعم من الطعام لا يكون إلا عند أهل الثراء وأصحاب العيش. فقال زياد بن فياض، يذكر الدرمك «2» ، وهو الحوّاري:
ولاقت فتى قيس بن عيلان ماجدا ... إذا الحرب هرّتها الكماة الفوارس «3»
فقام الى البرك الهجان بسيفه ... وطارت حذار السيف دهم قناعس «4»
فصادف حدّ السيف قبّاء جلعدا ... فكاست وفيها ذو غرارين نائس «5»
فأطعمها شحما ولحما ودرمكا ... ولم تثننا عنه الليالي الحنادس «6»
وقال:
تظلّ في درمك وفاكهة ... وفي شواء ما شئت أو مرقه
وقال جرير:
تكلّفني معيشة آل زيد ... ومن لي بالمرقّق والصنّاب؟