فلما تصافنّا الإدواة أجهشت ... إليّ غضون العنبريّ الجراضم «1»
على ساعة لو أنّ في القوم حاتما ... على جوده ضنّت به نفس حاتم
وبذلك المذهب من الأثرة مدح الشاعر كعب بن مامة «2» ، حين آثر بنصيبه رفيقه النمري، فقال:
ما كان من سوقة أسقى على ظمأ ... خمرا بماء إذا ناجودها بردا «3»
من ابن مامة كعب ثم عيّ به ... زوّ المنية إلا حرة وقدا «4»
أوفى على الماء كعب ثم قيل له ... رد كعب، إنك ورّاد فما وردا
وفي المصافنة يقول الأسدي «5» :
كأن أطيطا يابنة القوم لم ينخ ... قلائص يحكيها الحنّي المنقّح «6»
ولم يسق قوما فارسيّ على الحصى ... صباب الأداوي والمطيّات جنّح «7»
ويزعمون أنّ الحصاة التي إذا غمرها الماء في الاناء كانت نصيب أحدهم تسمى «المقلة» «8» . وهذا الحرف سمعته من البغداديين، ولم أسمعه من أصحابنا، وقد برئت إليك منه.
وقال ابن جحوش في المصافنة:
ولما تعاورنا الإدواة أجهشت ... الى الماء نفس العنبريّ الجراضم