«ربّ أكلة تمنع أكلات. وربّ عجلة تهب ريثا «1» » ، وعابوا من قال: «أكلة وموتة» ، وقالوا: «لا تطلب أثرا بعد عين» . وقالوا: «لا تكن كمن تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن» . فانظر كيف تخرج الدرهم، ولم تخرجه. وقالوا: «شرّ من المرزئة «2» سوء الخلف» . وقال الشاعر:
إن يكن ما به أصبت جليلا ... فذهاب العزاء فيه أجلّ
ولأن تفتقر بجائحة «3» نازلة خير لك من أن تفتقر بجناية مكتسبة. ومن كان سببا لذهاب وفره، لم تعدمه الحسرة من نفسه واللائمة من غيره، وقلة الرحمة وكثرة الشماتة، مع الإثم الموبق «4» والهوان على الصاحب.
وذكر عمر بن الخطاب فتيان قريش وسرفهم في الإنفاق، ومسابقتهم في التبذير، فقال: «لحرفة أحدهم أشدّ عليّ من عيلته «5» » . يقول: إن إغناء الفقير أهون عليّ من إصلاح الفاسد.
ولا تكن على نفسك أشأم من خوتعة «6» ، وعلى أهلك أشأم من البسوس «7» ، وعلى قومك أشأم من عطر منشم «8» . ومن سلّط الشهوات على ماله، وحكم الهوى في ذات يده، فبقي حسيرا، فلا يلومنّ إلا نفسه. وطوبى لك يوم تقدر على قدم تنتفع به. وقال بعض الشعراء: