البخلاء للجاحظ (صفحة 209)

من البخل» ! فجعله داء، ثم جعله من أدوى الداء. وقال للأنصار: «أما والله ما علمتكم إلا لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع «1» » . وقال: «كفى بالمرء حرصا ركوبه البحر «2» » . وقال: «لو أن لابن آدم واديين «3» من مال لابتغى ثالثا، ولا يشبع ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» . وقال: السخاء من الحياء، والحياء من الإيمان» . وقال: «إن الله جواد يحبّ الجود» . وقال:

«أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا» . وقال: «لا توكيء فيوكأ عليك «4» . وقال: «لا تحص فيحصى عليك «5» » . وقالوا: «لا ينفعك من زاد ما تبقّى» . ولم يسمّ الذهب والفضة بالحجرين إلا وهو يريد أن يضع من أقدارهما، ومن فتنة الناس بهما. وقال لقيس بن عاصم «6» : «إنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، وما لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت، وما سوى ذلك فللوارث» .

وقال النمر بن تولب «7» :

وحثّت على جمع ومنع، ونفسها ... لها في صروف الدهر حقّ كذوب «8»

وكائن رأينا من كريم مرزّأ ... أخي ثقة طلق اليدين وهوب «9»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015