بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أما بعد، فإن جلوسك الى الأصمعي، وعجبك بسهل بن هارون، واسترجاحك «1» إسماعيل بن غزوان، وطعنك على مويس بن عمران، وخلطتك «2» بابن مشارك، واختلافك إلى ابن التّوأم «3» ، وإكثارك من ذكر المال وإصلاحه والقيام عليه واصطناعه «4» ، وإطنابك في وصف الترويج والتثمير؛ وحسن التعهد والتوفير، دليل خبيء سوء، وشاهد على عيب ودبر «5» بعد أن كنت تستثقل ذكرهم، وتستشنع فعلهم، وتتعجّب من مذهبهم وتسرف في ذمهم. وليس يلهج بذكر الجمع إلا من قد عزم على الجمع «6» ، ولا يأنس بالبخلاء إلا المستوحش من الأسخياء.