ليكتري «1» رجلا واحدا فقط، يخرج ما فيها، ويصبّه في الطريق، فيجترفه السيل، ويؤديه إلى القناة. وكان بين موضع بئره والصبّ قدر مائتي ذراع، فكان لمكان زيادة درهمين يحتمل الإنتظار شهرا أو شهرين.
وإن هو جرى في الطريق، وأذي به الناس.
وقال: ونظر يوما إلى الكسّاحين «2» ، وهو معنا جالس في رجال من قريش، وهم يخرجون ما في بالوعته، ويرمون به في الطريق، وسيل المثاعب «3» يحتمله، فقال: أليس البطّ والجداء والدجاج والفراخ والدرّاج «4» وخبز الشعير والصحناء «5» والكرّاث «6» والجواف «7» جميعا تصير إلى ما ترون؟ فلم يغالي بشيء يصير هو والرخيص في معنى واحد؟.
قال الخليل: وسمعته يقول: إياكم والفساء في ثيابكم التي تخرجون فيها، وفي لحفكم التي تنامون فيها، فإن الفساء يدرّ القمل. إني والله ما أقول إلا بعلم. ثم قال: علمتم إن الصوت يدبغ؟ قلنا: وكيف صار الصوت يدبغ؟ قال: الفسوة هي الضرطة بلا صوت، وإنما تخرجان جميعا من قارورة واحدة، فكيف تكون واحدة طيبة وأخرى منتنة؟ فهذا الذى يدلّكم أن الصوت هو الذي يدبغها.
قال: وهم ثلاثة إخوة: أبو قطبة والطيل وباني، من ولد عتّاب بن أسيد. واحد منهم كان يحجّ عن حمزة، ويقول: «استشهد قبل أن