وسرف البطنة. وقد قال بعض الحكماء: «إذا كنت بطينا فعدّ نفسك في الزّمني «1» » وقال الأعشى:
«والبطنة مما تسفه الأحلاما»
واعلم أن الشبع داعية البشم «2» ، وأن البشم داعية السقم، وأن السقم داعية الموت؛ ومن مات هذه الميتة فقد مات ميتة لئيمة، وهو قاتل نفسه وقاتل نفسه ألوم من قاتل غيره. وأعجب إن أردت العجب. وقد قال الله جل ذكره: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
. وسواء. قتلنا أنفسنا أو قتل بعضنا بعضا كان ذلك للآية تأويلا.
أي بنيّ! إن القاتل والمقتول في النار. لو سألت حذّاق الأطباء لأخبروك أن عامة أهل القبور إنما ماتوا بالتخم. واعرف خطأ من قال:
«أكلة وموتة» ، وخذ بقول من قال: «ربّ أكلة تمنع أكلات» وقد قال الحسن «3» : «يا ابن آدم كل في ثلث بطنك، ودع الثلث للتفكّر والتنفس» . وقال بكر بن عبد الله المزني «4» : «ما وجدت طعم العيش حتى استبدلت الخمص «5» بالكظة، وحتى لم ألبس من ثيابي ما يستخدمني، وحتى لم آكل إلا ما لا اغسل يديّ منه» .
يا بنيّ! والله ما أدري حق الركوع ولا وظيفة السجود ذو كظّة، ولا خشع لله ذو بطنة. والصوم مصحّة، والوجبات عيش الطالحين.
ثم قال: لأمر ما طالت أعمال الهند، وصحّت أبدان الأعراب. فلله