داعية الى تهمتكم وأخذ الحذر منكم. وليست لكم خصلة محمودة، ولا خلّة فيما بيننا وبينكم، مرضيّة.
وقد أريناكم أنّ حكم النازلين كحكم المقيمين، وأن كل زيادة فلها نصيب من الغلّة. ولو تغافلت لك يا أخا أهل البصرة عن زيادة رجلين، لم أبعدك على قدر ما رأيت منك أن تلزمني ذلك، فيما يتبيّن، حتى يصير كراء الواحد ككراء الألف، وتصير الإقامة كالظّعن «1» والتفريغ كالشغل.
وعلى أني لو كنت أمسكت عن تقاضيك وتغافلت عن تعريفك ما عليك، لذهب الإحسان إليك باطلا. إذ كنت لا ترى للزيادة قدرا.
وقد قال الأول: «2»
«والكفر مخبثة لنفس المنعم»
وقال الآخر:
تبدّلت بالمعروف نكرا «3» وربما ... تنكّر للمعروف «4» من كان يكفر
أنت تطالبني ببغض المعتزلة «5» للشيعة، وبما بين أهل الكوفة والبصرة، وبالعداوة التي بين أسد وكندة، وبما في قلب الساكن من استثقال المسكن وسيعين الله عليك. السلام» .