إذَا شئْتَ أَن تَحْيَا ودينك سالم ... وحظك موفُورٌ وعِرْضُكَ صَيّنُ
لِسَانَكَ، لا تذكر به عورة امرئ ... فعندك عَوْرَاتٌ ولِلنَّاس أَلسُنُ
وإنْ أبصرت عَيْنَاكَ عيباً فقل لها: ... أيا عَيْنُ لا تنظري فللناس أعيُنُ
وعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ وجَانِبْ مَنِ اعتَدى ... وفارقْ ولكنْ بالتي هي أحْسَنُ «1»
فالمتوجه إلى الله لا يشتغل بغير مولاه، ولا يرى في المملكة سواه، يذكر الله على الأشياء، فتنقلب نوراً لحسن ظنه بالله، ويلتمس المعاذر لعباد الله لكمال حسن ظنه بهم. وبالله التوفيق.
ثم تكلم على من رمى زوجته، وبه يقع اللعان،، فقال:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
قلت: (إلا أنفسهم) : بدل من (شهداء) ، أو صفة له، على أن (إلا) بمعنى غير. و (فشهادة) : مبتدأ، والخب محذوف، أي: واجبة، أو: تدرأ عنه العذاب، أو: خبر عن محذوف، أي: فالواجب شهادة أحدهم، و (أنَّ) ، في الموضعين: مخففة، وَمَنْ شَدَّدَ فعلى الأصل. و (الخامسة) : مبتدأ، و (أنَّ غَضَبَ) : خبر، وقرأ حفص بالنصب، أي:
ويشهد الشهادة الخامسة.
يقول الحق جلّ جلاله: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ أي: يقذفون زوجاتهم بالزنا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ أي: لم يكن لهم على تصديق قولهم من يشهد لهم به إِلَّا أَنْفُسُهُمْ، جُعِلوا من جملة الشهداء إيذاناً بعدم قبول قولهم بالمرة، فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أي: فالواجب شهادة أحدهم أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ يقول: أشهد بالله إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ فيما رماها به من الزنا. وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ أي: إنه لعنة الله عليه، أي:
يقول فيها: لعنة الله عليه إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ فيما رماها به. فإذا حلف درئ عنه العذاب، أي: دفع عنه الحد، وَإِنْ نَكَلَ: حدّ لقذفها.