الجوع، وحَكَى الخطابيّ فيه غُوَيرث بالتصغير، قاله في "العمدة" (?).
وقال في "الفتح": و"غَوْرَث" وزانُ جَعْفَر، وقيل: بضم أوله، وهو بغين معجمة، وراء، ومثلثة، مأخوذ من الغرث، وهو الجوع، ووقع عند الخطيب بالكاف بدل المثلثة، وحَكَى الخطابيّ فيه غويرث بالتصغير، وحَكَى عياض أن بعض المغاربة قال في البخاري بالعين المهملة، قال: وصوابه بالمعجمة. انتهى (?).
(وَسَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُعَلَّقٌ) الواو فيه للحال، والجملة الاسميّة في محلّ نصب على الحال (بِشَجَرَةٍ) أي: وهي الشجرة التي استظلّ بها النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (فَأَخَذَ) الرجل المشرك (سَيْفَ نَبِيِّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) لكونه وجده نائمًا (فَاخْتَرَطَهُ) -بالخاء المعجمة، والمثنّاة الفوقيّة، والراء، آخره طاء مهملة- أي: سلّه من غِمده، وهو غلافه (فَقَالَ) الرجل (لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَتَخَافُنِي؟ قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-: ("لَا") أي؟ لا أخافك (قَالَ) الرجل (فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ ) برفع "يمنعُ"؛ لأن "من" استفهاميّة، تتضمّن معنى النفي، كأنه قال: لا مانع لك مني، وكرّر ذلك في رواية البخاريّ ثلاث مرات.
(قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- ("اللَّهُ) الذي سلّطك عليّ (يَمْنَعُني مِنْكَ) أي: يخلّصني من أذاك لي؛ إذ لا حول ولا قوّة إلا به.
قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: كان يكفي في الجواب أن يقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللَّه، فبسط اعتمادًا على اللَّه، واعتضادًا بحفظه وكَلَئِه، قال اللَّه تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]. انتهى.
وقال في "العمدة": قوله: "من يمنعك مني؟ " استفهام يتضمن النفي، كأنه قال: لا مانع لك مني، وقوله: "اللَّه" أي: يمنعك اللَّه، قاله ثلاث مرات، فلم يبالِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله، ولا عَرَّج عليه؛ ثقة باللَّه، وتوكلًا عليه، فلما شاهد هذا الرجل تلك القوّة التي فارق بها عادة الناس في مثل تلك الحالة، تحقّق صدقه، وعَلِمَ أنه لا يصل إليه بضرر، وهذا من أعظم الخوارق للعادة، فإنه عدوٌّ متمكنٌ،