وقد رجّح السُّهيليّ، والنوويّ السبب الذي ذكره أبو موسى -رضي اللَّه عنه-، ثم قال النوويّ: ويَحْتَمِل أن تكون سُميت بالمجموع، وأغرب الداوديّ، فقال: سميت ذات الرِّقاع؛ لوقوع صلاة الخوف فيها، فسميت بذلك لترقيع الصلاة فيها، كذا في "الفتح" (?).
[تنبيه]: اختُلف في هذه الغزوة متى كانت، فجنح البخاريّ في "الصحيح" إلى أنها كانت بعد خيبر، وعن ابن إسحاق أنها بعد بني النضير، وقبل الخندق، سنة أربع، وعند ابن سعد، وابن حبّان أنه كان في المحرّم سنة خمس، وقد تقدم الكلام في هذا في المسائل التي سبقت في أوّل "باب صلاة الخوف".
ثم رأيت الإمام ابن القيّم -رَحِمَهُ اللَّهُ- أجاد في هذا البحث، وأفاد، حيث قال -رَحِمَهُ اللَّهُ-:
ثم غزا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بنفسه غزوة ذات الرقاع، وهي غزوة نجد، فخرج في جمادى الأولى من السنة الرابعة، وقيل: في المحرم يريد محاربَ، وبني ثعلبة بن سعد بن غَطَفان، واستَعْمَل على المدينة أبا ذرّ الغفاريّ، وقيل: عثمان بن عفان، وخرج في أربعمائة من أصحابه، وقيل: سبعمائة، فلقي جمعًا من غَطَفان، فتواقفوا، ولم يكن بينهم قتال، إلا أنه صلى بهم يومئذ صلاة الخوف.
هكذا قال ابن إسحاق وجماعة من أهل السير والمغازي في تاريخ هذه الغَزَاة، وصلاة الخوف بها، وتلقاه الناس عنهم، وهو مشكل جدًّا، فإنه قد صح أن المشركين حَبَسُوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الخندق عن صلاة العصر حتى غابت الشمس.
وفي "السنن"، و"مسندي أحمد والشافعيّ" -رحمهما اللَّه- أنهم حبسوه عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فصلاهنّ جميعًا، وذلك قبل نزول صلاة الخوف، والخندق بعد ذات الرقاع سنة خمس.
والظاهر أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أول صلاة صلاها للخوف بعُسفان، كما قال أبو