لطائف هذا الإسناد:

1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له الترمذيّ.

3 - (ومنها): أن نصفه الأول مسلسلٌ بالكوفيين، والثاني بالمدنيين.

4 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وتقدَّم الكلام في ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- السند الماضي.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) -رضي اللَّه عنهما- (قَالَ: صلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ) أي: في بعض غزواته، وأيام حروبه العدوّ، وقد سبق في رواية سالم أنه قال: "غزوت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل نجد"، وهذه الغزوة غزوة غطفان، وكانت في ربيع سنة ثلاث (?).

ولفظ البخاريّ في "التفسير" من طريق مالك، عن نافع، أن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما- كان إذا سئل عن صلاة الخوف، قال: يتقدّم الإمام، وطائفة من الناس، فيصلي بهم الإمام ركعةً، وتكون طائفةٌ منهم بينهم وبين العدو لَمْ يصلوا، فماذا صلى الذين معه ركعةً استأخروا مكان الذين لَمْ يصلوا، ولا يسلّمون، ويتقدم الذين لَمْ يصلوا فيصلّون معه ركعةً، ثم ينصرف الإمام، وقد صلى ركعتين، فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلّون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين. . . إلخ.

(فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ) الطائفة هي القطعة من الناس، قيل: أقلّ ما تُطلق عليه أربعة، وقال الشافعيّ: أقلها ثلاثة، وقال مجاهد: الواحد في فوقه، وهو قول قتادة، وأكثرها أربعون (?). (وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ) بكسر الهمزة، ممدودًا: هو المقابل، والعدوّ ضدّ الصديق، يُطلق على الواحد وغيره، والمذكّر والمؤنّث، وربّما قيل: عدوّةٌ، وهو خلاف القياس؛ لأن فَعُولًا بمعنى فاعل لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015