قال: ففيما روينا في هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبيانه أهل اليمن الذين أرادهم بما في الآثار الأُوَل (?) وأنهم أهل هذه القبائل اليمانية، لا من سواهم.

ثم أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية، فذكر حديثًا طويلًا، فيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيَأْتِيَنَّ أقوام، تَحْقِرون أعمالكم مع أعمالهم"، قلنا: من هم يا رسول الله، أقريش؟ قال: "لا، أهل اليمن، هم أرَقّ أفئدةً، وألين قلوبًا"، فقلنا: هم خير منا يا رسول الله؟ فقال: "لو كان لأحدهم جبلٌ من ذهب، فأنفقه ما أدرك مُدّ أحدكم، ولا نصيفه، وإن فصل ما بيننا وبين الناس هذه الآية: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} الآية [الحديد: 10] " (?).

قال: فكان في هذا ما قد دَلّ على حقيقة أهل اليمن الذين أرادهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفصل الأول مَنْ هم؟ وأنهم خلاف أهل تهامة على ما ذكره ابن عيينة.

ثم أخرج بسند صحيح عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَقْدَمُ قوم، هم أرَقُ منكم أفئدة"، فقَدِمَ الأشعريون، فيهم أبو موسى، فجعلوا يرتجزون، ويقولون:

غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ

قال: ففي ذلك ما قد دَلّ أيضًا على أن أهل اليمن المرادين هم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015