وفي ذلك ما ينبغي أن يكون أراد بما في الآثار التي في الفصل الأول أهلَ تهامة؛ لأن أولئك، أو أكثرهم من مضر.
ثم وجدنا عنه - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى ما هو أكشف من هذا الحديث. ثم أخرج بسنده عن عمرو بن عَبَسة، قال: عُرِضت الخيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده عيينة بن بدر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعيينة: "أنا أفرسُ بالخيل منك"، فقال عيينة: إن تكن أفرس بالخيل مني، فأنا أفرس بالرجال منك، قال: "وكيف؟ " قال: إن خير رجال لَبِسُوا البرود، ووضعوا سيوفهم على عواتقهم، وعَرَضُوا الرِّماح على مناسج خيولهم (?) رجال نجد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كذبت، بل هم أهل اليمن، الإيمان يمانٍ، إلى لَخْمٍ وجُذَام، وعاملةَ، ومأكول حِمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث"، وسَمّى الأقيال الأنكال (?).