صريحة في أن هذا الدعاء قاله -صلى اللَّه عليه وسلم- في سجوده، ويعارضه ما يأتي في رواية محمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذلك، وهو خارجٌ إلى الصلاة، ولفظه: فخرج إلى الصلاة، وهو يقول: "اللهم اجعل في قلبي نورًا"، وكذا وما وقع عند الترمذي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذلك حين فرغ من صلاته، وعند البخاري في "الأدب المفرد" من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قام من الليل يصلي، فقضى صلاته يُثني على اللَّه بما هو أهله، ثم يكون آخر كلامه: اللهم اجعل في قلبي نورًا. . . " الحديث.
وأجاب الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: بأنه كان يقول ذلك عند القرب من فراغه. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: الأظهر عندي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول هذا الدعاء في سجوده، وعند فراغه من صلاته، وحينما يخرج إلى المسجد، فبهذا تجتمع الروايات، واللَّه تعالى أعلم.
والحديث تقدّم الكلام على مسائله، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[1795] (. . .) - (وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا (?) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سَلَمَةُ: فَلَقِيتُ كُرَيْبًا، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ غُنْدَرٍ، وَقَالَ: "وَاجْعَلْنِي نُورًا"، وَلَمْ يَشُكَّ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ) الْكَوْسج التميميّ، أبو يعقوب المروزيّ، ثقةٌ ثبتٌ [11] (ت 251) (خ م ت س ق) تقدم في "الإيمان" 12/ 156.