قال: بالآية التي أخبرنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قلت لزِرّ (?). ما الآية؟ قال: تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطَّسْت، ليس لها شُعَاع حتى ترتفع".
(أَنْ تَطْلُعَ) بضمّ اللام، من باب قعد (الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا) أي: في أول يوم تلك الليلة (بَيْضَاءَ، لَا شُعَاعَ لَهَا) التقدير: وقد رأيتها صبيحة ليلة سبع وعشرين طلعت كذلك؛ إذ لا يكون دليلًا إلا بانضمامه إلى كلامه (?).
قال الطيبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الشعاع هو ما يُرى من ضوء الشمس عند ذُرُورها مثل الحبال والقُضبان، مقبلةً إليك إذا نظرت إليها، قيل: معنى "لا شُعاع لها" أن الملائكة لكثرة اختلافها في ليلتها، ونزولها إلى الأرض، وصُعُودها تستر بأجنحتها، وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس (?).
وتعقّب القاري قوله: "تستر بأجنحتها. . . إلخ" بأن الأجسام اللطيفة لا تستر شيئًا من الأشياء الكثيفة، نعم لو قيل: غَلَب نور تلك الليلة ضوء الشمس مع بعد المسافة الزمانيّة مبالغة في إظهار أنوارها الربّانيّة لكان وجهًا وجيهًا، وتنبيهًا نَبِيهًا.
قال: وقال ابن حجر -يعني الْهَيْتميّ-: وفائدة كون هذه علامة مع أنه إنما يوجد بعد انقضاء الليلة؛ لأنه يسنّ إحياء يومها، كما يُسنّ إحياء ليلها. انتهى.
قال: وفي قوله: "يسنّ إحياء يومها" نظرٌ يحتاج إلى أثر، والأظهر أن فائدة العلامة أن يشكر على حصول تلك النعمة من قام تلك الليلة، وإلا فيتأسّف على ما فاته من الكرامة، ويتدارك في السنة الآتية، وإنما لم تُجعَل العلامة في أولها؛ إبقاءً لها على إبهامها، واللَّه تعالى أعلم. انتهى كلام القاري -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وهو حسنٌ، ولا سيّما تعقّبه لابن حجر في قوله: يسنّ إحياء يومها، فإنه كلام باطلٌ، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: قال الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (20685) حدّثنا مصعب بن سلام، حدثنا الأجلح، عن الشعبيّ، عن زِرّ بن حُبيش، عن أُبَيّ بن كعب، قال: