الحديث، أخرجه مسلم، والترمذيّ، وأبو داود من طريق معمر، عن ابن شهاب. انتهى (?).
وقوله: (وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ) أي: على ترك الناس الاجتماع على إمام واحد في التراويح، بل كانوا يصلّون أوزاعًا متفرّقين، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل، فيصلي بصلاته الرهط، ويصلي بعضهم في أول الليل، وبعضهم في آخره، وبعضهم في بيته، وبعضهم في المسجد، إما لكونهم معتكفين، أو لأنهم من أهل الصفّة، أو لغير ذلك.
(ثُمَّ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. . . إلخ) أي: كان أمر قيام رمضان على وفق ما كان عليه في زمان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في خلافة أبي بكر الصدّيق -رضي اللَّه عنه- كلّها.
وقوله: (وَصَدْرًا) بالنصب عطف على خبر "كان".
وقوله: (وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ) -رضي اللَّه عنه- أي: في أول خلافته، وصدرُ الشيء وجهه وأوله.
قال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أي: لم يزل أمر قيام رمضان معلوم الفضيلة، يقومونه، لكن متفرّقين، وفي بيوتهم، ولم يجتمعوا على قارئ واحد، حتى كان عمر -رضي اللَّه عنه- جمعهم على أُبيّ بن كعب -رضي اللَّه عنه- في المسجد، كما ذكره مالك -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "الموطأ". انتهى (?).
وقوله: (عَلَى ذَلِكَ) أي: على ما ذُكر، فهو تكرار لما مضى؛ تأكيدًا، ولم يُكرّر في رواية البخاريّ، ولفظه: "قال ابن شهاب: فتُوفّي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والناس على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر -رضي اللَّه عنهما-". انتهى.
[تنبيه]: بيّن الإمام البخاريُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "صحيحه" سبب جمع عمر -رضي اللَّه عنه- الناس في التراويح، فقال: وعن ابن شهاب (?)، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عَبْد القاريّ، أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- ليلةً في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه،