والباقيان ذُكرا في السند السابق.

وقوله: (قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي سَفَرٍ) تقدّم الخلاف في تعيين هذا السفر في الحديث الماضي.

وقوله: (فَسَرَيْنَا لَيْلَةً) وفي رواية البخاريّ: "وإنا أسرينا". قال الجوهريّ: تقول: سَرَيتُ، وأسريت، بمعنًى: إذا سِرْتَ ليلًا، وقال صاحب "المحكم": السُّرَى: سَيْرُ عامة الليل، وقيل: سير الليل كله، وهذا الحديث يخالف القول الثاني، قاله في "الفتح".

وقوله: (حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ) "كان" تامّة، و"من" زائدة على رأي الأخفش في كونها تزاد في الإثبات، و"آخر الليل" مرفوع على الفاعليّة لـ "كان"، ويَحْتَمِل أن تكون "كان" ناقصةً، واسمها ضمير يعود إلى الأمر المفهوم، والجارّ والمجرور خبرها، و"من" بمعنى "في"، واللَّه تعالى أعلم.

وفي رواية البخاريّ: "حتى إذا كنا في آخر الليل".

وقوله: (قُبَيْلَ الصُّبْحِ) بدل من الجارّ والمجرور.

وقوله: (وَقَعْنَا تِلْكَ الْوَقْعَةَ) أي نِمْنَا تلك النومة، كأنهم سقطوا عن الحركة.

وقوله: (لَا وَقْعَةَ عِنْدَ الْمُسَافِرِ أَحْلَى مِنْهَا) كلمة "لا" لنفي الجنس، و"وقعة" اسمها، وقوله: "عند المسافر" متعلّق بقوله: "أحلى"، وهو خبر لـ "لا"، وقوله: "منها" أي من تلك الوقعة.

وقوله: (فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ) هذا يدلّ على أن الشمس كانت قد ارتفعت، وزال وقت النهي عن الصلاة؛ لأن حرها لا يكاد يوجد إلا بعد ذلك، ففي هذا دليل على أن ارتحالهم عن ذلك المكان لم يكن للامتناع من القضاء في وقت النهي عن الصلاة، بل كان تباعدًا عن المكان الذي حضرهم فيه الشيطان، كما جاء التصريح به في حديث آخر (?).

وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ) الضمير لعوف بن أبي جَمِيلة.

وقوله: (وَكَانَ أَجْوَفَ) أي رفيع الصوت، يَخرُج صوته من جوفه بقوة.

وقوله: (جَلِيدًا) هو من الجلادة، بمعنى الصلابة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015