2 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالتحديث، والسماع إلى آخره.
3 - (ومنها): أنه مما اتّفق عليه الشيخان، فإن البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- رواه أيضًا عن محمد بن مهران شيخ المصنّف بسنده.
4 - (ومنها): أنه ما بين رازيّ، وهو شيخه، وشاميينِ، وهما: الوليد، والأوزاعيّ، ومدنيينِ، وهما أبو النجاشيّ، ورافع -رضي اللَّه عنهم- أجمعين، واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث:
عن أبي النجاشيّ، عطاء بن صُهيب أنه (قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ) -رضي اللَّه عنه- (يَقُولُ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ، مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا) أي يسلّم من الصلاة، ويرجع إلى أهله (وَإِنَّهُ) الواو للحال (لَيُبْصِرُ) بضمّ أوله، مبنيًّا للفاعل، من الإبصار، واللام للتأكيد، والجملة حال من "أحدُنا" وقوله: (مَوَاقِعَ نَبْلِهِ) منصوب على المفعوليّة لـ "يُبْصِرُ"، وهو جمع موقع، وهو موضع الوقوع، و"النَّبْلُ" -بفتح النون، وسكون الموحّدة، آخره لام-: السهام العربيّة، وهي مؤنّثة، ولا واحد لها من لفظها، بل الواحد سَهْمٌ، فهي مفردة اللفظ مجموعة المعنى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "وإنه لَيُبْصِر مواقع نبله": أي المواضع التي تَصِلُ إليها سهامه إذا رَمَى بها، و"النبل" -بفتح النون، وسكون الموحّدة-: هي السهام العربية، وهي مؤنثة، لا واحد لها من لفظها، قاله ابن سِيدَهْ، وقيل: واحدها نَبْلةٌ، مثل تَمْرٍ وتَمْرة.
ورَوَى أحمد في "مسنده" من طريق عليّ بن بلال، عن ناس من الأنصار، قالوا: "كنا نصلي مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المغرب، ثم نرجع فنترامى، حتى نأتي ديارنا، فما يخفى علينا مواقع سهامنا"، وإسناده حسن.
ومقتضاه المبادرة بالمغرب في أول وقتها، بحيث إن الفراغ منها يقع والضوء باقٍ. انتهى (?).