"الدُّور"، جمع دار، والصواب: "الدُّثُور". انتهى. وذكر صاحب "المطالع" عن رواية أبي زيد المروزيّ أيضًا: "الدور".
(بِالدَّرَجَاتِ) الباء للتعدية، وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الباء بمعنى المصاحبة، وهو أولى وأوقع في هذا المقام من الهمزة المتضمّنة لمعنى الإزالة، يعني ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، واستصحبوها معهم في الدنيا والآخرة، ومَضَوا بها، ولم يتركوا لنا شيئًا منها، فما حالنا يا رسول اللَّه؟ ، ولو قيل: أذهب أهل الدثور الدرجات العلى، أي أزالوها لم يكن بذاك، هذا مذهب المبرّد، وصاحبُ "الكشّاف"، نصّ في قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17] على هذا المعنى، ومن لم يقف على سرّ المعاني من النحاة تكلّم عليه، وقد أجبنا عن ذلك في "فتوح الغيب" مستقصًى، وهذا الحديث من أقوى الدليل على ما قصدناه. انتهى كلام الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (?).
(الْعُلَى) -بضم العين-: جمع الْعَلْياء، وهي تأنيث الأعلى.
قال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الدرجات" يجوز أن تكون حسيّةً على ظاهرها من دَرَج الجنّات، ويجوز أن تكون معنويّةً: أي علا قدرهم عند اللَّه تعالى، وارتفعت درجاتهم عنده، من قولهم: ارتفعت درجة فلان عند الملك، ونحو ذلك. انتهى (?).
(وَالنَّعِيمِ) هو: ما يُتنعّم به، من ملبس ومطعم، أو منكح، أو منظر، أو من علوم، ومعارف، أو غير ذلك (الْمُقِيمِ) هو الذي لا ينقطع أبدًا، أي وبالعيش الدائم الْمُستَحَقّ بالصدقة، قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَصَفه بـ "المقيم" تعريضًا بالنعيم العاجل، فإنه قلّما يصفو، وإن صفا فهو في وشك الزوال، وسُرعة الانتقال. انتهى (?).
وفي رواية محمد بن أبي عائشة عند أبي داود التي سبق الإشارة إليها: "ذهب أصحاب الدُّثور بالأُجور"، وكذا هو عند مسلم في "كتاب الزكاة"، من حديث أبي ذرّ -رضي اللَّه عنه-.