وقال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "وحده لا شريك له" هو على طريق التوكيد مع التكثير لحسنات الذاكر، وإلا فالحصر الذي قبله يُفيده.

قال ابن العربيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهو إشارة إلى نفي الإعانة لما كانت العرب تقول: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك. انتهى (?).

(لَهُ الْمُلْكُ) بضمّ الميم، قال في "اللسان": الْمُلْكُ: معروف، وهو يُذكّر ويُؤنّث كالسلطان، وملك اللَّه تعالى، ومَلكوته: سلطانه وعظمته، وقال أيضًا: قال ابن سِيدهْ: "الْمَلْكُ -بالفتح- والْمُلْك -بالضمّ- والْمِلْك -بالكسر-: احتواء الشيء، والقدرة على الاستبداد به. انتهى (?).

وقدّم الخبر لإفادة الاختصاص، أي لا لغيره، ومثله قوله: (وَلَهُ الْحَمْدُ) أي جميع حمد أهل السماوات والأرض، وجميع أصناف المحامد في الأولى والآخرة للَّه -عَزَّ وَجَلَّ-؛ لأنه المستحق لها دون غيره.

وزاد الطبرانيّ من طريق أخرى عن المغيرة: "يُحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير -إلى- قدير"، ورواته مُوَثَّقون، وثبت مثله عند البزّار من حديث عبد الرحمن بن عوف بسند ضعيف، لكن في القول إذا أصبح، وإذا أمسى، قاله في "الفتح".

وقال الحافظ ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد رُوي في الحديث زيادة: "بيده الخير" خرّجها الإسماعيلي من طريق مسعر، عن زياد بن عِلَاقة، عن ورّاد.

وروي فيه أيضًا زيادة: "يحيي ويميت". ذكرها الترمذي في كتابه تعليقًا، ولم يذكر رواتها. وقد خرّجه البزّار بهذه الزيادة من رواية ابن عِلاقة، عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل، عن جابر -رضي اللَّه عنه- عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، بمثل حديث المغيرة -رضي اللَّه عنه- بهذه الزيادة، وفي إسنادها ضعف.

وخرّجه أيضًا من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفيه زيادة: "بيده الخير"، وفي إسناده ضعف.

وخرّجه ابن عديّ، وزاد فيه: "يحيي ويميت"، وقال: هو غير محفوظ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015